قراءة بين سطور مجموعة حال الغيوان

لننفض الغبار شيئما،عن النمط الغنائي الهادف؛ في منطقة دكالة،نزحزحه ولو بضع مليمترات ،نخرجه من النسيان، اليوم سأتكلم عن مجموعة تتغنى  بالغناء الملتزم،والتي تمتاز ببساطة المعنى وعمق المعنى،ففرعها من الشجرة الغيوانية؛ثأترت بالظاهرة الغيوانية؛فرددت أغانيها،بكل احترافية،صوتا وغناءا،ولحنا؛ وصيحات عروبية؛مرتبطة بالسهل ؛بالتراب؛انها مجموعة حال الغيوان،فالاسم يدل على أن المجموعة مسكونة بالفن الغيواني؛وتتفن في أدائه؛ فإذا تكلمنا عن أفراد  المجموعة، فهي تجمع ما تفرق في غيرها،من تجربة وتواضع واخلاق،ونكران الدات، فهم لا يسعون في جني الربح المادي،فقط هدفهم المحافظة على الفن الأصيل؛ ومشاركته الناس ،والتزامهم هذا بالغناء الهادف،أعطاهم شعبية خاصة بين طبقة الطلاب؛ فهم يغنون،يصيحون بدون التفكير في الهدف المادي،من خلال مجالستهم دات مرة،وكانت  الصدفة،اني وجدتهم، يناقشون في أمر إحياء حفل في جامعة شعيب الدكالي،فكان جوابهم أنهم لا يبحتون عن المال أو الشهرة.(حنا باغين نتعاونوامعاكم،وتبقا راية الفن الأصيل  مرفوعة) انتهى كلام أحد أفراد المجموعة لمجموعة الطلبة، الذين كانوا يريدون إحياء الحفل.
نعود إلى المجموعة، فهي تأسست سنة 1991؛وتتكون من خمسة أفراد:عبد الرحيم شيهاب ،عبد الرحيم صفاح ،شيهاب مصطفى، .يوسف الاشهب و عبد الرحمان زبيحي،ولا ننسى كذلك مرور بعض الفنانون الأخرون ،والذين تركوا بصمتهم في المجموعة.
فأينما حلوا وارتحلوا،تكون هناك حرارة الاستقبال؛وهذا اعتراف من الجمهور الدكالي خاصة،والجمهور المتعطش؛للفن الغيواني،والغناء الملتزم،للإشارة المجموعة شاركت في مهرجانات وطنية ودولية، ولها شريط جديد ،والآن هي بصددطرح شريط تاني في السوق،فقط تنقصه بعض الرتوشات،
فعندما  ندكر  الاسم الكبير عبدالرحيم الصفاح، نذهب مباشرة إلى  الحي المحمدي مهد الظاهرة الغيوانية؛وهو من مؤسسي مجموعة لرفاگ،أيام السبعينات؛ فهو يعشق الموسيقى منذ نعومة  أظافره، مما دفعه في تأسيس لرفاگ کما قلت سابقا،وبحكم العمل ،وتنقله للعيش  في مدينة الجديدة،كما نقول  (الحال ما شاور)،أبى الا ان يستمر مع حال الغيوان؛فلقي ظالته  ،خاصة أنهم ينتمون إلى نفس المدرسة الطربية
للأمانة،فهو من أمهر العازفين؛ فنان كبير،متخلق جدا؛لقد جالسته عن قرب،من ألطف خلق الله.
نفس الشيء ينطبق على الأخ عبد الرحيم شهاب ،والذي أحب شخصيا أن اناديه باعروب دكالة؛لما لصوته من مساحات،وتفننه في أداء المواويل،وكأنه طائر يغرد،داك  الصوت الذي يجدبك من بعيد،وتتفاعل معه ايقاعات القلب؛
صوت مملوء بالآهات  والحسرة، ويذوب  في ايقاعات المجموعة.
بصفة عامة،المجموعة متكاملة  ومنسجمة؛والدليل  استمراريتها،فهي تساهم في نفض الغبار والإهمال  الذي أصاب؛ ويصيب التراث المغربي، واعادة القيمة له،تحية  قلبية
لمجموعة ساكنةقلبي.


حکیم  الاصفر

Comentarios